Voice of Preaching the Gospel

vopg

الفصل الثامن: الرب يهوه برّنا: Jehovah Tsidkano

ومرجع هذه التسمية موجود في إرميا 5:23-6 "ها أيام تأتي، يقول الرب، وأقيم لداود غصن برٍّ (يسوع)، فيملك ملك وينجح، ويجري حقًّا وعدلاً في الأرض.

في أيامه يُخلَّص يهوذا، ويسكن إسرائيل آمنًا، وهذا هو اسمه الذي يدعونه به: الرب برنا."

تاريخ حياة بني إسرائيل وإرميا النبي
بدأت الأمة الإسرائيلية عهدها قوية جدًّا خصوصًا في عصري الملك داود والملك سليمان. ولكن بعد سليمان ملك عليهم ابنه رحبعام الذي لم يأخذ بمشورة رجال أبيه الحكماء، بل قرر زيادة الضرائب على الشعب فثار عليه بنو إسرائيل تحت قيادة يربعام بن نباط. وانقسمت المملكة إلى اثنين، المملكة الشمالية وهي تتكوّن من عشرة أسباط وتسمّى إسرائيل، والمملكة الجنوبية وتتكوّن من سبطين هما يهوذا وبنيامين مع بعض عائلات من سبط لاوي وتسمّى مملكة يهوذا.
كانت المملكة الشمالية شريرة وجميع ملوكها التسعة عشر كانوا أشرارًا، وقد استمرت 253 سنة. كان أول ملوكها هو يربعام بن نباط الذي صنع عجلاً من الذهب ووضعه في بيت إيل وقال للشعب: "هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر." ثم جاء أخآب الملك وامرأته إيزابل التي أدخلت عبادة البعل في المملكة الشمالية، وكان أنبياء البعل وعددهم 400 يزاولون نشاطهم حتى ذبحهم إيليا النبي. في النهاية سبى الأشوريون المملكة الشمالية إلى أرض أخرى، وقد جاء من هذا تسميتهم "العشرة أسباط الضالة."
أما المملكة الجنوبية فقد استمرت أكثر من 400 سنة وكان بعض ملوكها مؤمنين. آخر ملك صالح هو عزّيا الملك (يوشيا في بعض الترجمات) وقد عصى الله في آخر أيامه ودخل في حرب مع ملك مصر ضد إرادة الله وُقتل في المعركة. وتولّى بعده ابنه يهوآحاز لمدة ثلاثة شهور، ثم نفي إلى مصر وتولّى بعده أخاه يهوياقيم (ابن عزيا الملك) وكان شريرًا للغاية، وملك إحدى عشرة سنة، ثم نفي إلى بابل.
تولى بعد ذلك يهوياكين ابنه وكان عمره ثماني سنوات، وملك لمدة ثلاثة أشهر ثم نفي إلى بابل مع يهوياقيم أبيه. ثم ملك بعده متنيا أخوه – الذي معنى اسمه (هدية من الله) وغيّر اسمه إلى صدقيا (الذي معناه بر الله). كان هذا الملك هو آخر ملوك المملكة الجنوبية وكان ملكًا شريرًا إذ صنع الشر في عيني الرب، وهزمه نبوخذنصر ونفاه إلى مدينة بابل حيث قتل كل أبنائه أمام عينيه ثم فقأ عينيه.
وقد عامل الملك صدقيا إرميا بقسوة وجلده عدة مرات ثم ألقى به في بئر حتى كاد أن يموت، غير أن نبوخذنصر أفرج عن إرميا النبي ومنحه حرية العمل والإقامة. وبعد انكسار المملكة الجنوبية قرر الشعب الباقي فيها الهجرة إلى مصر. وقد حذّرهم إرميا النبي فلم يسمعوا له لأنه كان يحبهم جدًا. هاجر معهم إلى مصر ومات هناك. وكتب إرميا في مراثيه: "أردّد هذا في قلبي، من أجل ذلك أرجو: إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح. كثيرة أمانتك. نصيبي هو الرب، قالت نفسي، من أجل ذلك أرجوه. طيب هو الرب للذين يترجّونه، للنفس التي تطلبه." (مراثي 21:3–25) ثم أنهى إرميا مراثيه بهذا السؤال: "هل كل الرفض رفضتنا؟ هل غضبت علينا جدًّا."
أليس هذا جميلاً أن يكون آخر ملوك المملكة الجنوبية اسمه "الله برنا."
إن الله لم ينسَ شعبه رغم شرّهم. إنها محبة الآب المحبّ الذي قال في 2أخبار 14:7 "فإذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم."
هناك فرق بين البراءة والتبرير. البراءة تعني أن الإنسان بريء من كل ما يُنسب إليه من ذنب. أما التبرير فهو أن الإنسان يشرح موقفه من الأمر. وإذا كان التبرير من الله فإن الله يبرر الإنسان من كل خطأ. وهو عالم بكل شيء، وقادر على كل شيء.
ولكي نفهم معنى التبرير في المسيحية سأحكي لكم قصة جرت حوادثها في شمال الجزر البريطانية حيث توجد مزارع كبيرة للخراف. كان أحد أصدقائي يزور إحدى المزارع حيث حدثت هذه الحادثة، وهي أن نعجة كانت تلد حملاً صغيرًا، فماتت وهي تلده تاركة صغيرها بدون لبن. حاول صديقي أن يحضر هذا الحمل الصغير لإحدى النعاج التي ولدت حديثًا والتي بها لبن كثير، وحملها الصغير الذي ولدته قد مات، ولم يعرف أحد ماذا يُفعل باللبن. فقال صاحب المزرعة: إن هذا لن ينفع، لكن صديقي أصرّ على ذلك بأن ما يراه هو الحلّ السليم. ولكنه ما أن أحضر الحمل الصغير للنعجة الحلوب حتى اشتمّت النعجة رائحته ثم رفسته برجلها رفسة كادت أن تودي بحياته. فقال صاحب المزرعة: "إنها تعلم وليدها ولا تعطي لبنها لآخر غيره." ثم ذهب صاحب المزرعة إلى الحمل الصغير الذي مات وأخذ فروته الخارجية وربطها على الحمل اليتيم، وجاء به مرة ثانية إلى النعجة الحلوب التي ما أن اشتمّت رائحته، عرفت أنه وليدها فأخذته وأرضعته.
كذلك نحن، لا يمكننا أن ندخل إلى ملكوت الله مهما عملنا من أعمال صالحة، لكن يجب أن يشتم الآب رائحة المسيح الذكية فينا وحينئذ يدخلنا إلى الملكوت. يقول الكتاب المقدس: "كساني رداء البر"، بهذا نستطيع أن نصبح من العائلة المقدسة ونتمتّع بكل مزايا الملكوت.
بهذا نعرف معنى "الله برّنا" اذ يقول الرسول بولس في أفسس 19:2 "فلستم إذًا بعد غرباء ونزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله." إن البر الذي من عند الله يكسونا، "ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" بل "بالنعمة أنتم مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله." فالبر هو عطية الله وعلينا أن نقبله ونعيش به. لا تستهن بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته، بل اعلم أن "لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة." وبهذا يرى الآخرون أعمالنا الصالحة ويمجّدوا أبانا الذي في السماوات. "بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح." (رومية 22:3-24)
لكي تختبر غنى لطفه وإمهاله وطول أناته، عليك أن تتوب، وتترك خطاياك وتقبل بر الله المعلن في المسيح.

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

590 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577862