Voice of Preaching the Gospel

vopg

يتميّز الاختبار المسيحي بأنه اختبار القوّة، فهو يبدأ في الحياة بقوّة تأثير الكلمة المقدسة

كما يقول بولس "لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ". (رومية 16:1)
ويستمرّ في قوّة الروح القدس كما وعد السيد الرب تلاميذه "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ". (أعمال 8:1) - كما وعد الله في العهد القديم على لسان زكريا: "لا بالقدرة ولا بالقوّة، بل بروحي قال ربّ الجنود". (زكريا 6:4)
نستطيع أن نقول إن الحياة المسيحيّة لا تعتمد على الإرادة البشرية، ولا على الإيحاء الذاتيّ، ولا على التدريب اليوميّ، لكنها تعتمد على القوّة التي تأتي من الأعالي، التي مصدرها الروح القدس كما أكّد الرب ذلك لتلاميذه: "فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي". (لوقا 49:24)
لا شكّ في أن الرسل الأوّلين استفزّهم الفرح، وتملّكهم الحماس عندما رأوا سيّدهم المُقام بجراحاته الخمس واقفًا أمامهم ويقول: "سلامٌ لكم. كما أرسلني الآب أُرسلكم أنا." أجلّ، هزّهم الطرب بهذا النصر الحاسم فأرادوا أن يغادروا العلّيَّة في غمرة حماسهم الفيّاض ليكلّموا الناس عن الرب الذي قام من الأموات. لكن السيّد عرف ما فيهم من ضعف، وأدرك أن قواهم الطبيعيّة لا تستطيع أن تقاوم المصاعب التي أمامهم، وهذا الحماس العاطفي قد يخبو من تكرار الصدمات فالتفت إليهم وقال: كلّا. لا تذهبوا الآن... "أقيموا في مدينة أورشليم إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي". فما هي قوّة الروح القدس، وكيف نتمتّع باختبارها؟

1- قوّة للشهادة

"سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." فالروح القدس هو الذي يُعطي القوّة للشهادة. وأين؟ في أورشليم حيث صُلب ربّنا، في مكان السلطان الديني، في مكان القوّة العسكرية الرومانيّة التي حكمت على يسوع بالصلب... في أورشليم حيث الهيكل القديم الذي يثير في الناس كلّ إحساسات الكراهية للأجناس الأخرى... هناك "في أورشليم" يشهد الرسل الذين امتلأوا من روح الله! شهد بطرس الجبان بطبيعته، الذي أنكر سيّده أمام جارية... شهد في أورشليم وربح بشهادته البسيطة المؤثّرة المبنيّة على الحقّ الإلهي الواضح ثلاثة آلاف نفس.
ثم بعد أورشليم، مكان السلطان، شهدوا في كل اليهوديّة وقراها ومدنها، والسامرة التي رفضت الرب مرّة حين قال ابنا زبدي: "أتريد أن نقول أن تنزل نارٌ من السماء فتفنيهم كما فعل إيليّا أيضًا". (لوقا 54:9) هذا البلد الذي رفض المسيح قد بُشِّرَ بقوّة الروح القدس... بعد ذلك ذهبوا إلى أقصى الأرض ليدكّوا عرش روما لا بقوّة السلاح بل بقوّة روح ربّ الجنود. فهل لك هذه القوّة للشهادة، أيها المسيحي؟ هل تستطيع أن ترفع اسم فاديك في كلّ مجتمعٍ وفي كلّ مكان؟

2- قوّة للإثمار
عرّف الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية بأن ثَمَرُ الرُّوحِ هو: "مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ". (غلاطية 22:5-23) فالروح القدس إذًا هو مصدر القوّة للثمر الجميل الذي يظهر في شجرة حياة المسيحي الممتلئ بروح الله ويتّجه في ثلاثة اتجاهات:
أ- نحو الله، ويتركّز في ثلاث ثمرات: "محبّة، فرح، سلام." فالمحبّة الإلهية تنسكب في القلب وتؤتي ثمارها بملء الروح القدس لأن "محبّة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا". (رومية 5:5) والفرح والسلام يملآن النفس في صلتهما بالرب "لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ". (رومية 17:14) هذه الثمرات الثلاث تؤكّد صلة الفرد بالله وامتلائه من الروح القدس.
ب- نحو الآخرين، وتظهر في ثلاث ثمرات:
 طول أناة، أي احتمال الضعفاء.
 لطف "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح". (أفسس 32:4)
 صلاح، كما قيل عن برنابا "أنه كان رجلاً صالحًا وممتلئًا من الروح القدس." فالشخص الممتلئ من روح الله يتمتّع بالقوة التي تجعل صلته بالناس صلة احتمال ولطف وصلاح.
ج- في الحياة الشخصية وهي:
 إيمان، فالممتلئ من روح الله ممتلئٌ أيضًا من الإيمان كما قيل عن استفانوس الشهيد الأوّل "فاختاروا استفانوس، رجلاً مملوًّا من الإيمان والروح القدس".
 وداعة، والممتلئ من روح الله هو شخص وديع لأن فيه روح سيّده الوديع "الروح الوديع الهادي".
 تعفّف، والممتلئ من الروح القدس هو شخص عفيف اللسان، والحياة، والسلوك، ومتعفِّف عن كلِّ نجاسة العالم. فهل اختبرت هذه الثمار في حياتك أيها المسيحي الحبيب؟

3- قوّة للغلبة على الجسد:
"لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ". (رومية 13:8) "اسلكوا بالروح فلا تكمّلوا شهوة الجسد". (غلاطية 16:5) ففي الروح القدس قوّة للغلبة على الإنسان العتيق وأعماله، والرسول بولس يوصينا أن نميت بالروح أعمال الجسد... وأن نسلك بالروح أي تحت قيادته وسلطانه فلا نكمّل شهوة الجسد.

كيف نتمتّع باختبار الروح القدس؟
لا ريب في أن كل مؤمن باسم الرب يسوع فيه الروح القدس "إن كان أحد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له". (رومية 9:8) ولكن ليس معنى هذا أن كلّ مؤمنٍ ممتلئٌ من الروح القدس، فالامتلاء من الروح القدس يتطلّب التفريغ من العالم والأشياء الذاتية، والتكريس لله، والطاعة الكاملة لوصاياه... ووصية الرسول لنا "امتلئوا بالروح" بالإيمان، وفي هذا الملء كلّ القوّة التي نحتاج إليها، فهل نعزم على أن نتفرّغ من العالم والأشياء التي فيه؟ وهل نعزم على أن نسلّم الذبيحة لذاك الذي اشتراها؟ هذا هو الطريق إلى التمتّع بقوّة الروح القدس.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

137 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11360174