Voice of Preaching the Gospel

vopg

يوجّه يسوع في سفر الرؤيا 14:3-22 رسالة قصيرة وعاجلة إلى مؤمني كنيسة اللاودكيين، يشخّص فيها

الحالة الروحيّة للكنيسة، ويصف علاجًا ويقدّم نصائح وتحذيرات جدية تتطلّب قرارًا سريعًا بالتوبة. تحتوي رسالة الرب للكنيسة على ما يلي:


خطورة الفتور الروحيّ
يبدأ الرب بتشخيص حالة الكنيسة بقوله: "أنا عارف أعمالك، أنك لست باردًا ولا حارًا" رؤيا 15:3. يصف الرب حالة الكنيسة الحقيقية، فهو يهتم بحياتهم العملية وليس بأقوالهم، ويخبرهم أنهم يعانون من مرض الفتور الروحيّ المزمن. قد يظن البعض أن الفتور هو مسألة بسيطة، وكلّنا نفتر بين الحين والآخر، ولكن الفتور الروحيّ في الواقع، هو أخطر حالة يصل إليها المؤمن. يبدأ الفتور الروحيّ بإهمال حياتنا الروحيّة، وعدم استعمال وسائط النعمة من خلال دراسة الكتاب المقدس والحفاظ على شركة يوميّة مع الربّ في الصلاة. ويستمرّ هذا الوضع بالتساهل والإهمال حتى يصل المؤمن إلى حالة مزمنة، من الوسطية، والمساومة مع العالم. حالة الفتور تؤدي بالمؤمن إلى تقديم ولاء مزدوج للرب وللعالم في نفس الوقت، تصل الحالة لدرجة لا يمكن عندها تمييز المؤمن عن أهل العالم. وهي الحالة التي يكرهها الرب ولا يطيق احتمالها، ويشبّهها بشرب الماء الفاتر الذي يبعث على الغثيان. يطلب الربّ من مؤمني لاودكية تحديد موقف واضح غير وسطيّ، للربّ أم للعالم، لا يستطيع المؤمن أن يوالي الرب والعالم في نفس الوقت.

خطورة غرور الغنى
كانت مدينة لاودكيّة تشتهر بغناها الكبير بالذهب وإنتاج الكحل لعلاج العيون، وحياكة الصوف الأبيض الغالي الثمن. وللمفارقة، فقد انعكس غِنى المدينة سلبًا على مؤمني لاودكية، إذ أُصيبوا بالغرور وادِّعاء الاكتفاء الذاتي، فلسان حالهم يقول: "أنا غنيّ وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء". (17:3) فجاء توبيخ الربّ ليكشف زيف ادعائهم، فامتلاك الذهب والصوف الثمين، وإنتاج الكحل، ليس غنىً حقيقيًّا، بل الغنى الحقيقيّ هو معرفة المسيح، وحضوره ومجده. فبدون بركات حضور المسيح، هم فقراء وعميان ومثيرين للشفقة، فكما قال الحكيم:
"بركة الرب هي تغني، ولا يزيد معها تعبًا" (أمثال 22:10). في عصرنا الحاضر نجد الكثير من الكنائس تتمتع ببركات زمنية كثيرة، وممتلكات ضخمة، ولكنها من الداخل فارغة من البركة الحقيقية، وحضور المسيح ومجده.

دعوة لفتح الباب للمسيح
إن أخطر ما في الأمر هو أن الربّ لا يطيق ولا يحتمل حالة الفتور الروحيّ المزمن، ولا الوسطيّة والمساومة والولاء المزدوج له وللعالم. والنتيجة كما صرّح للكنيسة في 16:3 أنّه مزمعٌ أن يتقيّأها من فمه، أي أنّه سوف يرفع مجده من وسطها، ويحجب بركته عنها. وهذا ما حصل فعليًّا، حيث نرى الربّ واقفًا خارج الكنيسة تمامًا يقرع ثانيةً على باب قلوب مؤمنيها طالبًا منهم التوبة والرجوع وفتح الباب له ليدخل ويتعشّى معهم، 20:3، أي يستعيدوا الشركة والبركات الحقيقيّة لحضوره ومجده. إن حالة كنيسة اللاودكيّين هي فريدة، حيث أنها الكنيسة الوحيدة من السبع الكنائس في آسيا الصغرى، التي نرى فيها يسوع واقفًا خارج الكنيسة، فالفتور الروحيّ المزمن حالةٌ خطيرة تُخرج المسيح ومجدَه من الكنيسة. يوجه الرب يسوع لمؤمني لاودكية في ختام رسالته دعوة للغلبة ووعدًا بنوال مكافأة أبدية في الجلوس مع الرب في عرشه: "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشه". (رؤيا 21:3)

المجموعة: أيلول/سبتمبر 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

194 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11436116