حارت بي موازين الحبّ الإلهي وأخذتني أشواق النور الإلهي نحو أبطال
وضعهم الوحي الإلهي مصدر إلهام وفخر وتشجيع لنا جميعًا. عمّن أتكلم؟! أتكلّم عن بولس رجل الهمّة والنعمة كما يُسمّيهِ تشارلز سويندول الذي دخل إلى روما لُبّ العبادات الوثنية، وأعلن الحق الإلهي ولم يرفّ لهُ جفن حتى تمّم الرسالة التي من أجلها أُرسل.
بطرس البطل المغوار الذي وقف دون خوفٍ يعتريهِ وسط مجتمع تقلّد الطقوس والديانة والرياء واسترجع الماضي الأليم والحاضر العتيد بخصوص سيده وربّه يسوع المسيح ودحض كل قلبٍ وعقلٍ مالَ إلى الزيف والعبودية.
داود رجل العود والحرب، رجل الرقّة والصلابة، رجل بحسب معايير القانون الإلهي حتى قيل عنهُ رجل بحسب قلب الله.
أما يشوع رجل المروءة والنخوة، صاحب القلب الشجاع وذو الرؤية الصحيحة للواقع الروحي، وثق واتّكل على إلههِ ومن جميع مخاوفهِ أنقذهُ.
موسى رجل المهمّات الصعبة الذي أطاع الرب وقادتهُ يد الرب القديرة وفتح باب مصر على مصراعيه وأنقذ الغنيمة (أي الشعب المُحتجز تحت العبودية) من يد فرعون، قائد بكل معنى الكلمة.
أما يوسف الذي ألقِّبهُ بالفتى الشيخ، فتى في صلابتهِ وشيخ في حكمتهِ، هذا هو الذي رمى حياتهُ في حضن الآب السماوي، فمجّدهُ الآب في حينهِ.
دانيآل صاحب الإرادة الفذّة والقرار الحاسم، مارس إيمانهُ الحيّ بالربّ وسط أهوال الموت، فنجّاهُ الرب ومجّدهُ.
إبراهيم رجل الطاعة والخضوع وصلت بهِ الأمور إلى تقديم أغلى وأثمن ما يمتلكهُ في الحياة (أي ابنه)، ذبيحة ورائحة سرور لإلههِ، وفي النهاية نال بركة بعدد نجوم السماء.
أليشع الفتى المُتزمت، الذي أبى البركة الماديّة، الوقتيّة الممنوحة لهُ وأطاع كلام سيّدهُ مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا.
إيليا صاحب المشوار الذهبي، مع أنّهُ تمتّع بتهديداتٍ وصلت لحدّ السيف وبخيبات أمل لكنّها تحوّلت إلى انتصارات بعد أن أعطى زمام الأمور إلى قائده ومرشده السيّد الربّ، فنراهُ مُحلّقًا في مركبة نارية تاركًا خلفهُ تاريخًا مُشرّفًا من المعجزات.
يعوزني الوقت والكلمات لأتكلّم عن أبطال نالوا جائزة نوبل كُلّ في تخصُّصِهِ، واليوم هم في قائمة الذين نالوا الحياة الأبدية.
دعونا نرفع القبعة أمام هؤلاء الفلاسفة الذين قادوا الفكر المسيحي (المسيحية الحقيقية) في أرضٍ مستوية ومَشوا على أنامل الحق الإلهي، دعونا نتعلّم من قصصهم وخبراتهم وتجاربهم أعمق معاني الحياة وسبب الوجود، ألا وهو إرضاء وخدمة السيد الرب وإتمام مشيئتهِ.