Voice of Preaching the Gospel

vopg

يتابع الرب يسوع ليقول: "احملوا نيري عليكم وتعلّموا منّي، لأني وديع

ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم". (متى 29:11) وهذه الراحة لنفسك تستمرّ في حياتك يوميًّا. كيف؟ تُرى ما هو النّير الذي يقصده؟ لا تقدر أن تفهم كلمة الله إلَّا بمقارنة الروحيات بالروحيات. فعلًا شيء عظيم! فعلى الرغم من أنَّ كاتبيها هم أربعون شخصًا، خلال 1500 سنة، إلّا أنّ الروح الذي قادَهم هو روحٌ واحد: الروح القدس... وتجد فيها تناسقًا وتماسكًا واضحًا. فالنيرُ هو صليب المسيح، ألم يقلْ: "إنْ أرادَ أحدٌ أن يأتي ورائي، فليُنكرْ نفسه ويحمل صليبه كلَّ يوم، ويتبعني" (لوقا 23:9)؟ وبولس الرسول هتف قائلًا: "مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ". (غلاطية 20:2)

ما معنى هذه الآيات؟

هذه هي الحياة المكرَّسة كلّيًّا المصلوبة [لا أنا بل المسيح يحيا فيّ] التي تجد الراحة الحقيقيّة والتي اختَبَرَتْ سلامًا مع الله، تختبر الآن "السلام الذي يفوقُ كلّ عقل".
"... تعلّموا منّي، لأنّي وديع ومتواضع القلب". أي أن نتبعَ مثاله فنعيش حياة التكريس والتلمذة الحقيقيّة وحياة الطاعة والاتّضاع عمليًّا وليس نظريًّا. هذه دعوة لنتقدَّم إلى العمق إلى قدس الأقداس بثقة إلى عرش النعمة. تمامًا كما يقول: "فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع... لنتقدّم بقلبٍ صادق في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضميرٍ شرير، ومغتسلةً أجسادُنا بماء نقيّ". (عبرانيين 19:10 و22)
كم أعجب من اليهود المتديّنين المتشدّدين الذين ما يزالون يأتون إلى حائط المبكى في القدس ليصلوّا وينوحوا ويضربوا رؤوسَهم بالجدار لأنَّ الهيكل لم يعُدْ موجودًا، كما لم يعدْ هناك شيءٌ ملموس يربِطهم بالله حين انهدمَ الهيكل في العام 70م. وهم لا يقدرون أن يقدّموا الذبائح التي تكفّر عن ذنوبهم. والغريب أنَّ هناك أناسًا الآن يشجّعونهم على بناء الهيكل من جديد. لكن يا أخي، صار المسيح نفسُه هو الهيكل. وكلُّ شيء في العهد القديم كان ظِلًّا للخيرات العتيدة المقبلة. وحين تكلَّم يوحنا الرسول في رؤياه قال واصفًا أورشليم المقدسة النازلة من السماء من عند الله: "ولم أرَ فيها هيكلًا، لأنَّ الرب الله القادر على كل شيء، هو والخروف هيكلُها." (22:21) وحين طلب الرب يسوع من اليهود: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه... وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده." (يوحنا 19:2 و21) إنَّ يسوع هو الهيكل الحقيقي، وهو ملك الملوك وربّ الأرباب، وهو رئيس الكهنة العظيم ولا أحدَ يقدر أن يشفع فيك سواه. وهو أيضًا الذبيحة الوحيدة الكاملة إذ قدَّم نفسه ذبيحة. أما نحن المؤمنين فمبنيّون حجارةً حيّةً في هذا الهيكل.
اذهبوا: في سنةٍ كئيبةٍ بالنسبة لإشعياء النبي هي سنة وفاة عزّيا الملك، أدخله الله روحيًّا إلى قدس الأقداس، إلى عرش النعمة. يقول: "رأيتُ السيد جالسًا على كرسيٍّ عالٍ ومرتفعٍ، وأذيالُه تملأُ الهيكل. السرافيم (الملائكة) واقفون فوقه... وهذا نادى ذاك وقال: قُدّوسٌ، قُدّوسٌ، قدّوسٌ ربُّ الجنود. مجدُه ملءُ كل الأرض..." فخاف إشعياء وقال: "ويلٌ لي! إنّي هَلَكتُ، لأنّي إنسانٌ نجسُ الشفتينِ، وأنا ساكنٌ بينَ شعبٍ نجسِ الشفتين، لأنَّ عينيَّ قد رأتا الملك ربَّ الجنود. فطارَ إليَّ واحدٌ من السرافيم وبيده جمرةٌ قد أخذها بملقط ٍمن على المذبح، ومسَّ بها فمي وقال: "إنَّ هذه قد مسَّت شفتيكَ، فانتُزِعَ إثمُكَ، وكُفِّرَ عن خطيَّتِك". (1:6-8)
نعم، فكلّما تقترب من قداسة الله تشعر بنجاستك. لهذا أنت بحاجة إلى الدم ليغسلَك ويطهِّرَك. حتى نحن المؤمنين وفي خلوتنا الروحية مع الله، التي آمل ألَّا تهملَها لأنَّها فرصتُك، قلْ له: قدّسني وحضّرني لخدمتك. وها أنا أقدّم ذاتي ذبيحةً مقدّسةً مرضيّةً أمامك.
ثم سمع إشعياء صوت السيد قائلًا: "مَن أُرسِل؟ ومن يذهب من أجلنا؟" فقال: "هأنذا أرسلني". (إشعياء 1:6-8) ثم أرسله السيد برسالة للشعب.
وأنت، كيف تتجاوب مع دعوته لك؟ لن تستطيع أن تسكتَ بعد اليوم...
أرسل الرب يسوع تلاميذه بمأموريةٍ عظمى حين قال لهم: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها". (مرقس 15:16) ويقول بولس: "ما أجملَ أقدامَ المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات". (رومية 15:10) وتقول الترنيمة: "رسالةً أعطيتني يا سيّدي لأخبرَ الملا عن الحبّ العجيب." فإذا علمْتَ مثلًا – لا سمح الله - أنّك تعاني من مرض سرطان البنكرياس، وقد اكتشف الأطباء دواء له خاليًا من أيّ تأثير جانبيّ. أفلا تطلب هذا الدواء ومهما كلَّف؟ حتى ولو أطال عمرك 5 سنوات فقط؟ بالطبع نعم. أما هذا الدواء فهو مجاني وليس لـ 5 سنوات بل يمنحك حياة أبدية معه. هذا هو شعارُنا نحن في خدمة HOME فبالإضافة إلى العلاج، نقدّم لكل مريض الرب يسوع المسيح الذي وحده يهب حياة أبدية لكل من يؤمن به. فلنذهب إذن ونخبر عنه فهذه هي مسؤوليتك.

ماذا تختبر في قدس الأقداس؟

أ- حبَّه وحنانَه السكيب: فبالإضافة إلى الفرح الذي لا يُنطق به والسلام العجيب، يدعونا الرب إلى العمق الروحي لكي نكتشف ونتلذَّذ بعلاقة شخصيّة معه. إذ يقول: "تلذَّذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك". (مزمور 4:37) هل تعلم - عزيزي القارئ - أن المؤمن الجسدي مهما درس الكتاب وحفظ الآيات فإنَّه يملأ فكره بمجرّد عقيدة. لأنَّ الله بالنسبة له هو مجرّد مفهوم، ولا يوجد عمق في العلاقة الشخصيّة معه. لكن يقول المزمور: "ذوقوا وانظروا ما أطيبَ الرب." (مزمور 8:34) وهنا يقول سفر نشيد الأنشاد بلسان العروس: "ليقبلّني بقبلات فمه، لأنَّ حبَّك أطيبُ من الخمر... اجذبْني وراءك فنجري. أدخلَني الملكُ إلى حجاله (أي إلى قدس الأقداس) نبتهج ونفرح بك. نذكر حبَّك أكثر من الخمر بالحق يحبونك". (1:1 و4) فهناك مَن يريد أن يضمَّك إلى قلبه إلى حضنه. وفي هذه الخلوة المقدسة معه تختبر حبّه وحنانه.
ذهب حفيدي سامي معي في زيارة إلى مصر مؤخّرًا وهو يبلغ سبع سنوات من العمر. وقضينا معًا وقتًا ممتعًا... لكن لم أصطحِبْه معي إلى لبنان. لذا حين عدتُ إلى هيوستن من هناك، جلبتُ له ولباقي الأحفاد أوراقًا نقدية ذات الألف ليرة لبنانية (وهي لا قيمةَ لها لأن الدولار الواحد يساوي ما بين تسعين ومئة ألف ل. ل) فسُرَّ جدًّا وأخذ الوريقة هذه إلى مدرسة الأحد ليفتخر بها أمام رفاقه. وبعد أيام أتى إلينا فقلت له: ماذا تريد؟ هل ألف ليرة أخرى؟ قال لي: لا. فأنا لا أريد إلا أن تحضُنَني يا جدّي. اشتقتُ لك! ما أحلى قلبَ الأطفال! هكذا أيضًا اشتاق الأب لابنه الضال. "رآه أبوه فتحنَّن وركض ووقع على عنقه وقبّله." (لوقا 20:15) هكذا هو الرب إلهنا، يحّبنا أن نأتي إليه ليباركَنا ويسكبَ محبّته علينا.

ب- حضوره ومجده العجيب: يريدنا أن نصرف وقتًا معه بالصلاة لكي نرى فعلًا مجدَه كما رآه إشعياء. إذ كانت السرافيم تهتف قائلة: "قدّوس، قدّوس، قدّوس، ربّ الجنود..." ما أعظمَ كلمة الربّ لأنَّها تفسر بعضها بعضًا! إذ يقول يوحنا في هذا المنحى: "قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلَّم عنه". (يوحنا 41:12) فحين تدخل بحالة روحية مع الله في الصلاة والقراءة تريد أن تبقى هناك: "واحدةً سألتُ من الرب وإيّاها ألتمس: أن أسكنَ في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر إلى جمال الرب، وأتفرّس في هيكله." (مزمور 4:27) أي أن أمكث هناك. هذه كانت شهوتهم في القديم إلى الخلاص الذي بحث وفتّش عنه الأنبياء، وكانت الملائكة تشتهي أن تنظر إليه. أما نحن فقد وهبنا بنعمته عطيةً مجانيّة بالإيمان.

ج- حماية القدير المهيب: يقول أيضًا: "الرب نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الرب حصن حياتي، ممّن أرتعب؟ ... لأنّه يخبِّئني في مظلّته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته. على صخرةٍ يرفعني." (1و5). ويقول سليمان الحكيم: "اسمُ الربّ برجٌ حصين يركض إليه الصدّيق ويتمنَّع." (أمثال 18:10) هناك مدخلٌ لك إلى قدس الأقداس لذا أطالبك من أجل نفسك التي دفع ثمنها الرب يسوع على الصليب بأن تدخلَ إلى العمق الروحي أنتَ وأهلُ بيتك وأحباؤك. هل تعلم كيف تحتمي من الإعصار القويّ؟ يُقال أنه إذا غُصتَ في أعماق البحر، ستنجو من خطره إذا دخلت إلى عمق (91،5) مترًا. وهل تعلم أنه إذا حدثت حرب نوويّة، أين هو المكان الآمن الذي ينبغي أن تختبئ فيه؟ سأل الكثيرون (غوغل) هذا السؤال فأتى الجواب أنَّ المكان الآمن هو 33 مترًا تحت سطح الأرض. أما أنت يا أخي فكلَّما دخلت إلى العمق الروحي مع الرب فإنّك ستجد الأمانَ الحقيقيّ لأنه يخبئك في قدس أقداسه. حيث الحماية الأكيدة لك ولكلِّ الذين تصطحِبُهم معك تحت دم المسيح.

المجموعة: شباط (فبراير) 2025

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

1422 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11760677