Voice of Preaching the Gospel

vopg

نستكمل دراستنا عن موضوع "هل الله يتكلم؟" ونتناول في هذا العدد السؤال ماذا لو صمت الله؟

أو ماذا إذا لم نفهم فكر الرب أو أسلوبه؟
ماذا نعمل عندما لا يتكلّم الله وتصمت السماء، كما في قصة المرأة الكنعانية التي تجاوَبَ معها الله بصمتٍ وجفاء (متى 21:15-٢٨)؟
ذهب المسيح "إلى نواحي صور وصيداء" وهي الحدود بين الجليل والأمم... لماذا خرج المسيح إلى هناك ليقابل هذه المرأة؟ لقد كانت هذه المرأة الكنعانية على موعد مع المسيح وهي لا تعلم.

من هي هذه المرأة؟
وردت هذه القصة في إنجيل مرقس 24:7-30. ويقول البشير متى بأنها امرأة كنعانية. ويقول مرقس إنها يونانية. وهذا ليس فيه تعارض لأنّ كلمة يوناني كلمة عامة تُطلَق على كل من هو غير يهوديّ.
نحن لا نعرف اسمها ولا اسم زوجها ولا ابنتها.
نشأت في بيئة وثنية أممية يونانية.
كانت المرأة فينيقية سورية.
وتتعبد لعشتروت إلهة الجمال وكانت تتركّز عبادتها في القمر كمركز لهذا الجمال، وفلسفتها تقول: "فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!". فكل شيء مباح ولا يوجد من يغلق كباح الشر، وتكاد تكون الحياة الوثنيّة في شهوتها أقرب إلى حياة الحيوان.

ما هي طلبتها؟
لماذا جاءت؟
يقول القس الياس مقار في كتاب "نساء الكتاب المقدس"، "هذه المرأة وهي تقترب من المسيح كانت قد لفظت من حياتها كلّ يقين بديانتها وإلهتها الوثنية إذ لم ترَ فيها سوى الإفلاس الكامل تجاه مأساة ابنتها التي كانت تعاني من الروح الشرير".
يقول البشير مرقس: "لِأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ، فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْه... ثم "صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي (لقد التمست منه الرحمة)، يا سَيِّدُ، يا ابْنَ دَاوُدَ!" من أين جاءت بهذا اللقب اللاهوتي؟ من أين هذه البصيرة الروحية التي لم تكن عند اليهود أنفسهم ولا عند الفريسيين؟

حالة ابنتها "مَجْنُونَةٌ جِدًّا" لقد كان لديها مشكلة، وأزمة ومحنة...

كيف تجاوب المسيح معها؟

جاء ردّ فعل يسوع على ثلاثة مراحل:
يفاجئنا المسيح بالتصرّف الغريب غير المتوقّع ولم يقسُ على إنسان ما بهذا الشكل، لا للمرأة السامرية ولا للمرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، ولكن هنا يختلف الردّ:

١- بالصمت: "فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ."
وهذا صعب عندما تصلي وتصوم وتشعر أن الرب صامت ولا يتجاوب معك.

٢- بالكلام القاسي: إذ قال لها يسوع: "لَمْ أُرْسَلْ إِلَّا إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ".

٣- وَبقَوله: "لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلَابِ". وبحسب الفكر اليهودي إن الأمم الوثنيّة ليست إلّا مجموعة من الخنازير والكلاب تعيش في مستنقع الأوحال والفساد.

لماذا هذا الجفاء الظاهر على السطح؟
١- إنه امتحان لإيمانها.
٢- لمتابعة تصرّفها وسلوكها (كيف تتصرّف؟)

ما هو موقف التلاميذ - المؤمنين؟
"فَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: [اصْرِفْهَا، لِأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!]"
نحتاج أن نتعلّم الصبر وطول الأناة في التعامل مع أزمات الناس.

كيف كان ردّ فعلها؟
عندما تكون السحب ملبّدة بالغيوم والضباب يعتمد الطيّار في الهبوط بالطائرة على العدّادات التي أمامه وليس على العيان، كذلك نحن نحتاج أن نعتمد على الإيمان وليس على العيان أو المشاعر والعواطف.
خطوات إيمان المرأة
١- "فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!»"
٢- ثم قَالت: "نَعَمْ، يا سَيِّدُ! وَالْكِلَابُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!"

ماذا نتعلم من هذه المرأة؟
١- اللجاجة والإصرار
٢- الفطنة والذكاء: "نعم، يا سيّد".
٣- التواضع والاتضاع: "الكلاب أيضًا تأكل..."
٤- الاكتفاء والقناعة "الفتات..."
٥- الثقة والإيمان... سواء كنت من إسرائيل أو من أمّةٍ أخرى لا بدّ أن آكل.
٦- صبرها وانتظارها.
٧– تقديرها واحترامها للرب.

ما هي مكافأتها؟
"حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ". (متي 28:15)
"فَقَالَ لَهَا: «لِأَجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ، اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ». فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ، وَالِابْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ". (مرقس 30:7)

الله يسمع ويتكلّم ولكن علينا أن نفهم طرقه كما صلّى داود "عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَ فَرَائِضِكَ، فَأَحْفَظَهَا إِلَى النِّهَايَةِ. فَهِّمْنِي فَأُلاَحِظَ شَرِيعَتَكَ، وَأَحْفَظَهَا بِكُلِّ قَلْبِي. دَرِّبْنِي فِي سَبِيلِ وَصَايَاكَ، لأَنِّي بِهِ سُرِرْتُ. أَمِلْ قَلْبِي إِلَى شَهَادَاتِكَ، لاَ إِلَى الْمَكْسَبِ. حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي. أَقِمْ لِعَبْدِكَ قَوْلَكَ الَّذِي لِمُتَّقِيكَ. أَزِلْ عَارِي الَّذِي حَذِرْتُ مِنْهُ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ طَيِّبَةٌ. هأَنَذَا قَدِ اشْتَهَيْتُ وَصَايَاكَ. بِعَدْلِكَ أَحْيِنِي". (مزمور 33:119–40)

تأكّد دائمًا أن الله في صفِّك ومعك ويعمل فقط لخيرك، فلا تقلق ولا تخف. "أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عليهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟" (لوقا 7:15–8)

المجموعة: شباط (فبراير) 2025

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11759847