Voice of Preaching the Gospel

vopg

مع موجة الغلاء التي تجتاح العالم اليوم، وصل ثمن كيلو العدس في مصر إلى حوالي 100 جنيهًا مصريًّا،

بينما كان ثمنه في السبعينيّات جنيهًا واحدًا، فيكون ثمن طبق العدس في ذلك الوقت بضعة قروش. وكان ثمن طبق العدس في الخمسينيات بضعة ملاليم، فكم يكون ثمن طبق العدس في أيام عيسو؟ أقلّ بكثير جدًّا من هذه القيمة!
لكن هذا الطبق الذي ملأ بطن عيسو وأشبع جوعه، أضاع حياته ومستقبله، وأفقده امتيازات البكورية وأبديّته أيضًا، وصبّ غضب الربّ عليه (ملاخي 2:1-3)، وبسببه يأتينا تحذير خطير من الرب لكي لا نقتدي به في عبرانيين 15:12 "مُلاَحِظِينَ لِئَلَّا يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلَّا يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. لِئَلَّا يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ."
ومن هنا يتبادر إلى الذهن هذا السؤال: هل من المعقول أن يحدث كلّ هذا لعيسو من أجل طبق عدس؟ والجواب: طبعًا لا، فليس الأمر في طبق العدس في حدّ ذاته، بل كان في موقف عيسو من محبة الله له، واحتقاره للامتيازات الإلهية التي أنعم بها الله عليه، وفي الخطايا التي ارتكبها نتيجة التهوّر، وهنا نذكر بعض هذه الخطايا للتحذير والتنبيه:

1– الارتباط بالوثنيّات: رأى إسحق ذات يوم وإذ " يهوديت" ابنة بيري الحثّي "وبسمة"بنت إيلون الحثّيّ تقتحمان عليه البيت وتصبحان كنّتين له إذ جاء بهما عيسو زوجتين تدخلان بشرّهما ووثنيّتهما إلى عقر داره (تكوين 34:26-35) وعانى إسحق ورفقة من هذه الوثنيّة الشريرة داخل البيت. ولم يقف عيسو عند هذا الحدّ بل كان زانيًا بما تحمله هذه الكلمة في معناها الحرفي. "فلما رأى عيسو أن إسحاق بارك يعقوب وأرسله إلى فدّان أرام ليأخذ لنفسه من هناك زوجة... وأن يعقوب سمع لأبيه وأمّه وذهب إلى فدان أرام، رأى عيسو أن بنات كنعان شريرات في عينَيْ إسحاق أبيه، فذهب عيسو إلى إسماعيل وأخذ محْلة بنت إسماعيل ابن إبراهيم، أُخت نبايوت، زوجة له على نسائه". (تكوين 6:28–9)
من هنا نرى مدى خطورة التمادي في الشرّ والاستهتار والارتباط بغير المؤمنين. وإن كان هذا قد حدث في العهد القديم، فإنه يحدث على نطاقٍ أوسع جدًّا اليوم، لذلك نجد الوحي المقدّس يحذّرنا منه على فم الرسول بولس قائلًا: "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟" (2كورنثوس 14:6) فالخطورة كلّ الخطورة أن يرتبط المؤمن بغير المؤمنة، والمؤمنة بغير المؤمن من أهل العالم لأجل طبق عدس. والخطورة تكمن في كسر الوصايا الإلهية، وفي عدم الانسجام الروحيّ والتوافق الفكريّ وتربية الأولاد وقيادة البيت، إلخ... مما يؤثّر تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا على الحياة بأكملها، وما أكثر الزيجات التي تمّت من هذا النوع وكان مصيرها الانفصال والطلاق والدمار.

2– كان مستبيحًا: والكلمة "مستبيحًا" في أصلها اللّغوي هو الرجل الذي لا "قُدْسَ" في حياته، أو الرجل الذي يعيش في الدار الخارجية، لا قدس ولا قدس أقداس في حياته، الشخص الذي أخرج الله من حياته فأصبح لا ضمير له... بلا ضوابط... بلا مشاعر نحو الله والناس. فعندما يصبح الإنسان بلا إله، والله خارج حياته يبيع ضميره، ولا يفرِّق بين الحلال والحرام، لا يميِّز بين الأمور الفانية والأمور الباقية... تصبح الأمور العالميّة أهمّ من الأمور الروحيّة التي لا مكان لها في حياته... يركض وراء الأمور الجسديّة ويبيح كلّ شيء في حياته دون ضابط أو رابط.
لما كان يسوع خارج حياة المرأة السامرية أباحت لنفسها خمسة أزواج، ولما كان يسوع خارج حياة زكّا استباح لنفسه الظلم والقسوة... عندما يكون يسوع خارج حياة الإنسان يستبيح لنفسه الحرام والخطيّة، الغشّ، والكذب، والخداع، والظلم، والنجاسة، وكلّ ما هو محرّم، "ملاحظين... لئلّا يكون أحد زانيًا أو مستبيحًا كعيسو".

3– كان متهاونًا: اقرأ ما قاله عيسو عن نفسه عندما طلب منه يعقوب أن يبيعه الباكوريّة "فقال عيسو: [ها أنا ماضٍ إلى الموت، فلماذا لي بكوريّة؟] ... فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس، فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكوريّة". (تكوين 32:25–34)
إن البكوريّة شرف عظيم للبكر تُمتِّعه بعدّةِ امتيازات لا يتمتّع بها أحد غيره. فالبكر هو سيّد العائلة وممثّلها أمام الله في حالة غياب أبيه أو وفاته، فهو الذي يقدِّم الذبائح نيابةً عن العائلة ويكون بمثابة كاهن العائلة، ويرث نصيب اثنين مما يملك أبيه... وبكر الملك هو الذي يتولّى العرش مكان أبيه. فلو علمنا كل هذه الامتيازات التي كانت للبكر فإننا نرى مدى التهاون والاستهتار في حياة عيسو، فقد ضرب عرض الحائط بكل ما له من امتيازات وحقوق وقال: "ها أنا ماضٍ إلى الموت، فلماذا لي بكوريّة؟" وكلّ هذا نظير طبق عدس، نظير شِبعٍ وقتيّ.
وما أكثر الشباب والرجال والنساء الذين يبيعون الامتيازات الإلهيّة والروحية نظير شهوة رديّة أو متعةٍ وقتيّة فيخسرون حياتهم، كما فعل شمشون، ويهوذا، وديماس الذي أحبّ العالم الحاضر!
ربما يكون طبق العدس في حياتك بمكانة وظيفة تبيع لأجلها ضميرك، أو امرأة جميلة تترك من أجلها كلّ مبادئك، أو مال، أو علاقة دنسة، أو مركز، أو شهرة لتضحّي بكلّ الامتيازات الروحيّة... بخلاصك الثمين، وأبديّتك... تتهاون بكل القيم المسيحية... لكن، "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟"

المجموعة: شباط (فبراير) 2025

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

632 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11759741