دعني أخبرك عن الأخ يوئيل شروم Joel Shrum الذي قتلوه في اليمن لأجل شهادته ليسوع المسيح
كما حدث في بداية المناداة بإنجيل المسيح، كان المنادون بالإنجيل يُقتلون... الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين ما زال الذين ينادون بالمسيح يُقتلون.
في بداية المسيحية كان الوثنيون يقتلون المسيحيين، وفي هذا الزمان المسلمون المتعصبون يقتلون المسيحيين. وهكذا قتل اثنان من الجناح اليمني للقاعدة يوئيل شروم، لأنه كان يعمل على هداية المسلمين للمسيح.
وتقول "جانيل شروم زوجة يوئيل" أن زوجها قُتل وهو في طريقه لعمله يوم 18 مارس 2012 وهو في التاسعة والعشرين من عمره تاركًا إياها مع ولدين.
كان زوجها مديرًا للمركز العالمي للتدريب، والمركز مؤسسة سويدية هدفها تعليم اليمنيين الفقراء اللغات الأجنبية.
"لقد جئنا إلى اليمن مدفوعين بحبنا لليمنيين، ورغبتنا في توصيل رسالة الخلاص إليهم..." وتستطرد جانيل قائلة: "إن مدينة تعز اليمنية كانت وما زالت مليئة بالقلاقل". وتقول "جاسيكا لويد" أخت يوئيل أنه ذهب إلى اليمن مدفوعًا بحب المسيح، وبحب الناس ليساعد أولئك الذين يعيشون في الأماكن المضطربة رغم كل الأخطار التي أحاطت به.
إن اغتيال "يوئيل" يرينا الصورة الحقيقية للإسلام كما جاء في القرآن... وفي ذات الوقت يفتح عيون خدام الإنجيل ليُعدّوا المؤمنين للاضطهاد القادم الذي قد يؤدي إلى استشهاد الكثيرين.
إن حياة كل مؤمن حقيقي تتلخص في ثلاث كلمات: الحياة... والآلام... والأمجاد.
× حياة كل مؤمن حقيقي هي المسيح كما يقول بولس الرسول: "لأن لي الحياة هي المسيح" (فيلبي 21:1).
× الآلام التي يجتازها المؤمن الحقيقي لأجل المسيح هي هبة من الرب، "لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا أن تتألموا لأجله" (فيلبي 29:1).
× الأمجاد التي تنتظر المؤمن الحقيقي، تفوق الوصف. "فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رومية 18:8).
مجد الجسد السماوي... مجد الوجود الأبدي مع المسيح... مجد اختفاء كل أمراض، وأحزان، وأوجاع ومنغصات الحياة.
وهناك مجد خاص لكل شهيد يموت بسبب شهادته للمسيح، هو مجد نوال إكليل الحياة، "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤيا 10:2).
فيا خدام الإنجيل، استيقظوا وانفضوا غبار الكسل، واستعدوا، وأعدوا المؤمنين للاضطهاد القادم... فالأيام القادمة في بلاد كثيرة، وحتى في أميركا، وأوربا، وكندا، وأستراليا بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط ستكون أيامًا صعبة قال عنها المسيح: "تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً ِللهِ. وَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي. لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يوحنا 1:16-4). وكتب عنها بولس الرسول لتيموثاوس قائلاً:
"وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ [وصعوبة الأزمنة سببها الناس الذين يعيشون فيها]، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ،بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ".
(2تيموثاوس 1:3-5)
تصور الناس كما وصفتهم كلمة الله في الأيام الأخيرة، وأنت ترى نفسك في غابة سابت فيها الوحوش البشرية، تقتل وتنهب وتغتصب بلا خوف من الله أو وازع من ضمير... وأنت ترى العالم الذي نتحدر إليه يومًا بعد يوم، وقد صار عالمًا مجنونًا لا تحكمه قوانين.
ولعل هذه الصورة تدفعك، وتدفع شعبك إلى اليقظة والتعمق في معرفة المسيح وقوة قيامته وشركة آلامه، لتقولوا مع بولس الرسول:
"مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رومية 35:8-39).
وتستريحوا على صدر هذه المحبة الفائقة المعرفة.
شريككم في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل