Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

«لكني أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.

من ضربك على خدّك فاعرض له الآخر أيضًا، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضًا.» (لوقا 27:6-29)
تتضمن هذه الأعداد خلاصة مبادئ الملكوت كما فاه بها الملك. وهي تتركّز في كلمة واحدة «المحبة». ومن المهم أن نلاحظ أن المسيح ذكر المحبة حالًا بعد ذكر «الطرد والفرز والتعيير». وهل من سلاح يكسر سهام البغضاء سوى المحبة. هذه هي المحبة التي تبغض البَغضاء، وتحتقر الاحتقار، فيخافها الخوف!
أليس المسيح في هذه الوصايا كان طالبًا منا المستحيل؟ ألا ينتظر منا ما هو مضادًّا لطبيعتنا؟ ولِمَ لا؟ إذا لم يطلب منا المسيح المستحيل فأين قدرته الفائقة؟ وإذا لم تكن المسيحية فوق طبيعتنا فهي أقلّ من طبيعتنا!
أحبّوا... أحسنوا... باركوا... صلّوا...هذه من الممكن لنا - مع أنه يصعب علينا – أن نعملها، ولكن لمن؟ للذين يحبوننا، ويحسنون إلينا، ويباركوننا، ويُصلّون لأجلنا؛ لأن هذه أعمال إنسانية تتطلّبها الإنسانية. ولكن محبّة الأعداء! والإحسان للمسيئين... ومباركة اللاعنين... والصلاة لأجل مضطهدينا! هذه كلها أعمال إلهية تتطلّبها المسيحية. هذا سرّ المسيحية وجوهرها، لأنّها ديانة فدائيّة كفاريّة، أساسها الصليب! فمع أن الصليب لم يُذكر بحصر اللّفظ في هذه الموعظة، إلا أنه ذُكر بالفعل، لدرجة نستطيع فيها أن نحسّ بروح الصليب متمشِّيًا في الموعظة ولو أننا لا نرى الخشبة.
عدم المقاومة (29:6)
إذا كان جوهر المسيحية هو «المحبة»، وإذا كان شعارها هو «الآخرين»، فإن جمالها هو في التسامح والتنازل عن الحقوق، وعدم المقاومة في حالة:
أ) الضرب: «من ضربك على خدّك...» وفي هذا عملٌ فدائيّ، لأن الإنسان بطبعه ميّالٌ – متى ضُرب – أن يضرب ضاربه انتقامًا. لكن المسيحية توصيه بدلاً من ضربة الانتقام هذه أن يحمل هذه الضربة على نفسه، فيكون بذلك قد قدّم نفسه فداء في الألم والاحتمال، عوضًا عن الذين ضربوه.
ب) في حالة النهب: «من أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك.»
ج) في حالة السلب: «ومن سألك فأعْطِه، ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه.» هنا يظهر لنا الفرق، بين الروح العالمي الذي يتمسّك بالباطل الذي ليس له، والروح الإنساني الذي يتمسّك بأهداب حقوقه، فيقيم من الحبّة قبّة، ويبني من الذرّة ذُروة، وبين الروح المسيحي الذي يتسامح في حقوقه، ويخسرها لكي يربح الناس. إن المبدأ الواضح من هذه الوصايا هو: أن لا حدود للمحبة سوى المحبة نفسها، فهي حدود غير محدودة!
لقد بلغ المسيح بتعاليمه ذروة المجد والفضيلة، إذ نطق بهذا القانون الذهبي في عدد 31: «وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضًا بهم هكذا.» إن لهذا القانون ظلًّا في أقوال الرواقيين: «ما لا تريد أن تُعامل به، فلا تعامل به أحدًا.» ولكن الفرق واضح بين قول المسيح الإيجابي الذهبي، وبين هذه الأقوال السلبية العديمة الحياة. إن قول المسيح كنور الشمس، فيه نور وحياة. وقول هؤلاء – إن زاد – فهو نور للقمر، ضئيل ضعيف مستمدّ من نور ذاك. إننا معرّضون لأن نقيم لأنفسنا ميزانًا غير الميزان الذي ننصبه للناس، فلو تساوت الكفّتان لصار عالمنا فردوسًا على الأرض.- من شرح بشارة لوقا للدكتور القس إبراهيم سعيد

المجموعة: 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

75 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10664281