Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

عندما تهاجم الضيقات بل الكوارث راعي الكنيسة وتمتحنه يجد نفسه في موقف محرجٍ روحيًا واجتماعيًا ونفسيًا.

ولهذا الموقف تأثير كبير على الراعي وعلى الكنيسة لأنه يترك آثاره على حياته الظاهرية والخفيّة، ويجد أن الظروف المحيطة به لا تسعفه على التحرّر من هذه المحن والبلايا بغضّ النظر إن كان هو مصدرها أو هي ناجمة عن مؤثرات خارجية ابتلاه بها إبليس لسبب أو لآخر من جرّاء خدمته الناجحة، أو لأحوالٍ سياسيّة أو اجتماعية. ومثل هذه المواقف يتعرّض لها راعي الكنيسة في أثناء خدمته الروحية، لأن الشيطان، في الدرجة الأولى يسعى حثيثًا إلى القضاء على مثل هذه الخدمات المباركة، أو لأن الراعي، قد تهافتت عليه الضيقات والمصاعب من جراء بعض ضعفاته، أو لاستسلامه لبعض رغائبه الشخصية. فالضعف البشري الذي يستغلّه الشيطان في حياة الراعي هو ضربة تكاد تكون ماحقة في حياة الرعاة وسواهم من المؤمنين الذين ينزعون أحيانًا وراء بعض الشهوات التي لا يرضى عنها الله وينساقون بتأثير إغراء إبليس - الذي يُسرّ بسقوط أي مؤمن في خطيئة العصيان- كما سقط أبوانا الأولان في إثم التمرّد على نواهي الله - مما أفضى إلى حقيقة صلب المسيح، ومعاناته لكلّ ما تحمّله من مشاقٍ وعذاب وهو البريء الطاهر البار.
ولكن الخطر الأكبر الذي يتعرّض له المؤمن الساقط، أو الراعي الذي أحدقت به التجارب وأوقعته بالمحن، هو فقدانه الإحساس والسلام الروحيين. فتريعه هذه المحن والآثام، وتمزّقه أحيانًا هذه الدواعي فتترك آثارها على حياته وعلى حياة الكنيسة. فيجد نفسه في معترك صراع قد يُلقي به بدواهي الحياة: فيغضب على نفسه، ويشعر بالنفور من الخدمة التي كان يمارسها بفرح وغبطة لأنه فقد سلامه، وبرّه، ويضحي يعاني من العذاب والبؤس بصورة مريعة تخلّف معالمها على مواعظه، وعلاقته بالآخرين من أعضاء كنيسته على الرغم من محاولته التغلّب عليها. غير أن هذه الغلبة مصدرها في الحقيقة هو الله، وهي إما الصمود أمام الخطيئة أو الاستسلام لها. ومن هنا لا بدّ لي من أن ألقي بعض الأضواء على الأسلوب الكتابي الذي على الراعي - بل على كل مؤمن أن يبتغيه عندما يجد نفسه غارقًا في مثل هذه الضيقات والمحن أو معرضًا ساقطًا في إغراءات العالم ومباهجه.

أولاً:
إن الجسد مرتبط إلى حدٍّ ما بالتأثيرات العالمية التي تحاول أن تجتذبه إليها، وتحكم إسارها حولها، أو المحن الصادرة عن بعض أعضاء الكنيسة التي أثارت الغضب وربما الحقد والكراهية. وعلى كلا الحالين هو عرضة للوقوع في مستنقعاتها، وارتكاب المعصية ما لم يتمسّك بإيمانه ويرفع عينيه «إلى الجبال من حيث يأتي» عونه. فمن غير قوة المسيح الغالبة لا يستطيع مثل هذا المرء في كنيسته أو خارجها أن يتغلّب على مؤثرات هذه المكائد من غير نعمة خاصة يمتلئ بها قلبه بفضل محبة المسيح ولطفه وطول أناته؛ فالغلبة الحقيقية مصدرها الله وليس الإنسان.

ثانيًا:
إن هذه الغلبة تستمدّ قوتها من الله الذي جعلته محبته أن يبذل ابنه فداء عن الإنسان الخاطئ التائب. وعلى الراعي ألّا ينسى أن الإنسان عرضة للضعف لأنه مجبول من التراب، وطبيعته البشرية خاضعة لمؤثرات جسدية متعددة تجتذبه إلى أهواء العالم ونقائصه. فالجسد - من حيث هو مصنوع من تراب - يقف عاجزًا أمام أهواء العالم التي تمزّقه لا فرق في ذلك إن كان راعيًا أو عضوًا في الكنيسة. ومن هنا يجدر بالجسد أن يكون خاضعًا لروح الله القدوس ليحافظ على قداسته التي يأمر بها الله، ويحميه من الغضب، والسخط والكبرياء والضغينة. فإن كان الجسد هو الغالب على النفس البشرية فإن مصير هذه النفس هو السقوط في بئر الخطيئة ومستنقعاتها. إن روح الإنسان هي هبة الله له، وعليه أن يحافظ - وفقًا لتعليم الكتاب المقدس - على طهارة الجسد ونقائه. إي، أن يكون الجسد خاضعًا لها وليس هو المتحكّم بها. إن الروح التي فينا تستهدف أن تظلّ نقيّة طاهرة في صفائها وروعتها لتُخضع الجسد لإرادة الله ومشيئته.

ثالثًا:
إن هذه القوة تعتمد على الإيمان بالمسيح مخلّص العالمين. وعلى كل من يتعرّض للمحن والمكائد والتجارب والضيقات، أن يثبت في الإيمان ويدرك يقينًا أن الله الذي خلقه هو نفسه الحافظ له من كل خطيئة أو إثم أو فجور. وأن مباهج الدنيا على الرغم من أضوائها البرّاقة هي في الواقع هوايا ومستنقعات رهيبة تؤدي بمن تغريه إلى عذاب جحيمٍ أبدي. إن الإيمان بعمل المسيح، والتمسّك به هو منقذ الإنسان من مهاوي الفجور والذنوب ويُقيه من التمرّغ بالأوحال التي اجتذبته إليها أو انصاع إلى طغيانها.
ومن هنا على الراعي - وهو المثل الأعلى في الكنيسة - أن يكون متعمّقًا بإيمانه ولا سيما في ظروف الامتحان والمحن والضيقات، ويدرك أن الله هو حافظ له وأن إيمانه بالمسيح يصونه من كل سقوط، وأن حياته في مثل هذه الظروف هي المثال الذي يُحتذى.
وهذه جميعها لا تتجلّى بوضوح وتصبح مثلاً أعلى إلا في حياة راعي الكنيسة والمؤمنين الحقيقيين.

المجموعة: 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

57 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10662385