Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

أعتاد أعمى، في إحدى القرى أن يذهب كل مساء إلى النبع ليملأ جرته ماءًا وهو يحمل مصباحًا، وعندما سُئل: لماذا تحمل مصباحًا وأنت لا تبصر والليل ظلامًا؟

فقال: نعم، الليل ظلام وأنا لا أرى شيئًا، لكنني أحمل هذا المصباح المضيء لأحمي نفسي وأحمي غيري في ظلمة الليل، لئلا يصطدم بي أحدهم فتنكسر الجرّة وقد يُصاب الشخص، فالمصباح ينير الطريق أمام غيرى فيتجنّب الاصطدام بي.
إن كان هذا الأعمى يمسك مصباحه لينير الطريق أمام الآخرين، فنحن نور للذين في الظلمة (رومية 19:2) كما قال لنا الرب يسوع المسيح: "أنتم نور العالم... فليضئ نوركم هكذا قدام الناس..." (متى 14:5-16) فمن الصعب جدًّا أن يكون المؤمن وبالأخص الخادم نورًا للعالم إن لم يتقابل مع الرب على جبل الصلاة كل يوم فيخرج من أمامه ووجهه يلمع كما كان يحدث مع موسى.
لقد دُوِّنت عشرات بل مئات الكتب عن الصلاة، وإنني أعتقد انه لا يوجد خادم للرب لا يُدرك تأثير الصلاة وفاعليتها في حياة المؤمنين بصورة عامة وحياة الخادم بصورة خاصة. المشكلة هي ليست أننا نجهل فوائد الصلاة وتأثيرها وفاعليتها، بل إننا نهمل الصلاة، ولا نعطيها الأولوية في حياتنا. قد انشغلنا بالبرامج الكنسية، والأنشطة المختلفة، وإدارة الكنيسة ونظامها، وإقامة الحفلات على أعلى المستويات، والمؤتمرات، النهضات، ودعوة أشهر الخدام والمرنمين، إلخ... وان كان كل هذا حسن ومهم، ولكننا أهملنا الأحسن والأهم، وضاع الأحسن والأهم، ضاع الجوهر أمام لمعان المظهر. فمن الخطر، كل الخطر، أن يأخذ الحسن وقت الأحسن، ويأخذ المهم وقت الأهم. نحن معشر الخدام، لا نحتاج أن نعرف المزيد عن الصلاة بل الحاجة هي أن نمارس الصلاة ونعطيها الأولوية في حياتنا وخدمتنا.
فالصلاة هي الوقود الذي يشُعل نيران القوة فينا. إنها السلاح الذي نحارب به عدونا، والوقود الذي بدونه لا تتحرك السيارة حتى ولو كانت جديدة وعدّادها على "الصفر". لذلك، لنذهب أولًا إلى "محطة البنزين" ونملأ "تنك" حياتنا قوة من محطة عرش النعمة قبل أن نبدأ أي عمل أو أي خدمة.
فمهما عظمت الخدمة التي نقوم بها، وصارت أكوامًا عالية، وامتدّت شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، فإنها بلا قيمة ما لم تسبقها ركب ساجدة مصحوبة ومقدمة بالصلاة بالشركة المستمرة مع الله. فابتسامة ناشئة من عرش النعمة، أو كلمة واحدة خارجة من محضر الله وأساسها الشركة مع الله، لهي أعظم بما لا يُقاس من أطنان الخدمات المجردة من الصلاة والشركة. فما أسعد وأنجح الخادم المتمتّع بمحضر الله والشركة معه!
أتذكر في بداية حياتي الجديدة مع الرب، أنني تأثرت جدًا براعي الكنيسة، الذي كان يدعو إلى اجتماع الصلاة كل يوم جمعة، وكان في حجرة ملحقة بالكنيسة. ورغم أنه لم يكن يحضر أحد سوى نحن الاثنين، كنت أراه وهو يركع على مفرشٍ من القماش البسيط ويسكب قلبه في دموع أمام الله... لم يكلّ أو يتوقّف، أو يفشل... بل استمر لسنوات! فكان لصلاته التأثير العظيم في أسرته وفي حياتي شخصيًا، وفي الكنيسة التي دبّت فيها نهضة غير مسبوقة. هذه الصورة لم تفارق ذهني حتى هذه اللحظة رغم أنه قد مضى عليها أكثر من خمسة وستين عامًا.
كان مارتن لوثر يقول باستمرار: "إن كنت أفشل في صرف ساعتين في الصلاة كل صباح، ينتصر عليَّ الشيطان أثناء النهار." لذلك كان يقضي في أغلب الأحيان ثلاث ساعات في الصلاة يوميًا، وبهذه الطريقة أطلق سراح الألوف من الأسر. وكان جون وسلى يصرف ساعتين في الصلاة يوميًا، وفي كثير من الأحيان أكثر من ذلك. وكانت عادته أن يبدأ بالصلاة الساعة الرابعة صباحًا.
لم تقتصر خدمة الرسول بولس على الكرازة، والتبشير، والوعظ، والتعليم، وتأسيس الكنائس، والكتابة فحسب، لكنه كان في المقام الأول رجل صلاة. قال عنه الرب يسوع لحنانيا: "هوذا يصلّي!" فبدأ حياته الجديدة بالصلاة، وبدأ خدمته بخلوة طويلة بالصلاة، فيذكر في اختباره قائلًا: "وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا... بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ. ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا." (غلاطية 15:1–18) واستمرّ في حياة الصلاة لأجل خدمته، فيشهد ويقول لقسوس كنيسة أفسس: "أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ... كَيْفَ كُنْتُ... أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ." (أعمال 18:20-19) وكان دائمًا يحثّ الكنائس على الصلاة بلا انقطاع. ونحن نعلم مدى تأثير حياته وخدمته في الشرق وفي أسيّا وفي أوروبا.
والمثال الأعظم هو رجل الصلاة الأول والأمثل الذي قال بروح النبوة: "أما أنا فصلاة." (مزمور 4:109) والذي كان يقضي الليل كله في الصلاة، في البستان يقول عنه: "وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ." (لوقا 44:22) فهل نقتدي؟
إن كنا نريد نجاحًا حقيقيًّا لخدمتنا، وتحقيقًا فاعلًا للمأمورية العظمى، وانتصارًا قويًّا على أعدائنا، فنحن معشر الخدام، أكثر الناس حاجة أن نتقدّم إلى "عرش النعمة" لأننا أكثر المؤمنين مُحارَبين من الداخل ومن الخارج. فلنذهب ونملأ خزانات حياتنا قوة قبل أن نعظ أو نقوم بأي خدمة أخرى لننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه. آمين.

المجموعة: 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

47 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10662053