Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

ماذا نعمل بالذين رُبِحوا للمسيح (أو الاحتفاظ بنتائج خدمة التبشير)؟

إن خدمة التبشير تبتدئ بربح خاطئ ضال إلى المسيح، لكنها لا تنتهي إلى أن ينمو ذاك الخاطئ نحو النضج الكامل في المسيح ويصبح شاهدًا للمسيح ولكنيسته. من الضروري جدًا إذًا، أن نحتفظ بنتائج الخدمة التبشيرية مستخدمين كل الوسائل الكتابية الممكنة لكي يصير المؤمن الجديد، بنعمة الرب عضوًا حيًا، فعّالاً، نافعًا في جسد المسيح وبدوره شاهدًا مخلصًا ورابحًا أمينًا لنفوس ثمينة أخرى.
من بديهيات الأمور، أن ينضم المؤمن الحديث إلى كنيسة محلية عن طريق المعمودية الكتابية بعد وقت قصير من قبوله المسيح، على غرار ما حصل في الكنيسة الأولى (أعمال 47:2) لكن يجب أن تتأكّد أولاً من صحة اختباره في المسيح، لكي لا تقبل في عضويتها أشخاصًا لم يختبروا الولادة الجديدة من فوق (يوحنا 3:3). إذ أن أخطر مسؤولية تقع على الكنيسة هي عندما تتجدّد نفس ضالة وتنضم إليها، فإن مسؤوليتها لا تنتهي حينذاك بل بالحقيقة تبتدئ، إذ عليها أن تهتم بهذه النفس كليًا بقدر ما كانت تهتم به قبل الإتيان بها إلى المسيح.
من الضرورة تقدير قيمة انضمام العضو الجديد إلى عائلة الإيمان بقدر قيمة مولود جديد في عائلة أرضية. ومن المستحسن تدريب كامل أعضاء الكنيسة كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساء، على الترحيب بالعضو الجديد، وقد يعطى نسخة من الكتاب المقدس تذكارًا ليوم انضمامه. ولقد استخدمت بعض الكنائس خطة ناجحة خاصة بالعضو الجديد، وهي تعيين مؤمن بالغ للعناية به وتشجيعه لمدة ثلاثة أشهر على أقلّ تقدير. فالمؤمن الحديث هو كطفل في الأمور الروحية، وقد يستمر بالتصرف كطفل إن لم يعتنِ به أعضاء الكنيسة الأكثر بلوغًا ويساعدوه.
من الضروري أن يزور المؤمن البالغ العضو الحديث - الذي وضع تحت عنايته – مرة في الأسبوع على الأقلّ، لكي يدرّبه على قراءة الكتاب المقدس يوميًّا، ويشجّعه على حضور اجتماع الصلاة واجتماعات الكنيسة بانتظام، مع الانخراط في مؤسسات الكنيسة المناسبة لعمره وجنسه، كمدرسة الأحد وجمعية السيدات أو الشباب أو الشابات. ومن الضروري جدًا أيضًا تدبير خدمة خاصة يقوم بها العضو الجديد، ولو كانت الخدمة بسيطة كتقديم كتب الترانيم للعابدين أو استقبالهم عند مدخل القاعة وإرشادهم إلى مقعد مناسب. ولكي ينمو المؤمن الجديد في النعمة وفي معرفة ربه ومخلّصه يسوع المسيح، يحتاج إلى بعض الأمور الجوهرية:

1- يحتاج إلى تغذية روحية يومية من كلمة الله: كما ينصحنا الرسول بطرس بوحي الروح القدس قائلاً: "كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به." (1بطرس 2:2) لا غنى عن التأمل المنتظم اليومي في كلمة الله لكي يتقدّم المؤمن الحديث في حياته المسيحية. وقد صدق أحدهم إذ قال: "إمّا أن تمنعك كلمة الله عن الخطية أو تمنعك الخطية عن كلمة الله."

2- يحتاج إلى الصلاة: من الضروري أن يتدرّب على الصلاة الانفرادية بانتظام. ولا شكّ أن كل من يختبر نعمة الله المخلّصة اختبارًا صحيحًا يتوق إلى حضرة الرب، فالصلاة ضرورية لحياة المؤمن الروحية، كما أن الأوكسجين ضروري لحياته الجسدية.

3- يحتاج إلى الشركة مع مؤمنين آخرين: كما أن أعضاء الجسد الطبيعي تحتاج بعضها لبعض، وكما لا تستطيع جمرة بعيدة عن النار أن تبقى مشتعلة وحدها بل سرعان ما تنطفئ وتبرد، كذلك المؤمن أيضًا الذي يبعد عن الكنيسة عاجلاً ما يفتر وتنقص غيرته، ويكون كالمولود الجديد الذي تتخلّى أمه عن مسؤولياتها نحوه مهملة إياه دون عناية خاصة إلى أن تحدث له مأساة الموت المفجع. ولذا نصحنا الكتاب قائلاً: "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضًا وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب."

4- يحتاج إلى تقديم شهادته: أي أن يخبر بفضائل الذي دعاه من الظلمة إلى نوره العجيب. ولا فرح في العالم مثل الفرح الناتج عن الشهادة ولا سيما عندما نرى روح الله القدوس يستخدم الشهادة – التي تُقدّم أحيانًا بضعف وخوف – لربح نفس خالدة أُخرى للمسيح.
هذه الأمور الأربعة يسرّ الله باستخدامها لنموّ المؤمن الجديد. وكلّها ممكنة في الكنيسة الحيّة التي تتوافر فيها الوسائل لتشجيع المؤمن على النموّ المستمرّ.
ضروري أيضًا أن ينتمي المؤمن الحديث إلى صفّ من صفوف مدرسة الأحد لكي يستفيد باستمرار وبطريقة منظمة من درس معدّ بإرشاد الروح القدس على يدي معلّم ذي كفاءة ومقدرة في تقديم التفسير الصحيح بأسلوب يتناسب وسنّ الأعضاء في الصف.
لقد مدح الرسول بولس ابنه في الإيمان تيموثاوس بقوله: "أنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع." واستمرّ بنصيحته قائلاً: "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهّبًا لكل عمل صالح."
إن مدرسة الأحد تؤلف وسيلة قيِّمة جدًا لنموّ المؤمن الجديد والاحتفاظ بنتائج خدمة التبشير. والكنيسة الحية تغتنم الفرصة لتدريب المؤمن الحديث على كامل واجباته الروحية والمعنويّة والمادية تجاه الله والكنيسة. وإن أفضل وقت وأنسب فرصة لبداية هذا التدريب هو بعدما يختبر الإنسان نعمة الله المخلّصة مباشرة.
يا لها من كنيسةٍ مجيدة فيها كل عضوٍ متجدّد يخدِم بولاء، وكلُّ عضو وكيل مخلص يشهد بأمانة، فإنها كنيسة تضمّ إليها باستمرار أشخاصًا جددًا يثبتون في إيمانهم الأقدس ويأتون بدورهم بأولاد روحيين جدد.
هذا ما يجب أن نعمله بالذين يُربحون إلى المسيح. وبهذه الوسائل نستطيع، بنعمة الرب، الاحتفاظ بنتائج خدمة التبشير.

المجموعة: 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

83 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11761722