Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

إن تفاعلنا مع الأشياء لا يتوقّف في المقام الأول على طبيعة هذه الأشياء بل على موقفنا نحن منها.

فقد تكون هناك حقيقة واحدة ثابتة لكن تفاعلنا معها يختلف من واحد لآخر بحسب اختلاف موقف كل واحد عن الآخر من هذه الحقيقة.
أحد هذه الأشياء هو العالم الذي نعيش فيه. إنه عالم واحد منذ بدء الخليقة وإلى الآن، ولكن رد فعل المؤمنين تجاهه يختلف باختلاف موقفهم منه. إن تفاعلنا مع العالم المحيط بنا لا يتوقّف على طبيعة هذا العالم بقدر ما يتوقّف على ما نعتقد نحن فيه.

موقف الكنيسة الأولى
بالعودة إلى وقت الكنيسة الأولى نستطيع أن نرى الهوة الواسعة بين موقفنا المعاصر من العالم وموقف آبائنا في الأيام الأولى عندما انتشر الفكر المسيحي بسلطان الروح القدس في كل العالم. كان المؤمنون ينظرون إلى العالم الحاضر باعتباره أرض المعركة. كانوا يؤمنون بأن إبليس والخطية والجحيم يقفون كقوة شر في مواجهة الله والبر والسماء كقوة خير، وأن هاتين القوتين متضادتان تمامًا، وهما في صراع أزلي دائم غير قابل للتصالح أو التفاوض.
ولقد آمن آباؤنا بأنه على الإنسان أن يختار أحد الجانبين لينتمي إليه، ولا يمكنه أن يكون محايدًا في أرض المعركة هذه. بالنسبة لآبائنا كان الاختيار هو: الله أم إبليس، الحياة أم الموت، السماء أم الجحيم! ولو اختاروا جانب الله فعليهم أن توقّعوا حربًا مفتوحة مع إبليس وجنوده، معركة حقيقية وقاسية تستمر طالما استمرت حياتهم هنا على الأرض. كانوا يعيشون على هذه الأرض وهم يتطلعون إلى السماء باعتبارها مكان راحتهم المنشودة. لم ينشدوا راحة هذه الأرض ولا توقّعوا فيها سلامًا. كانوا يؤمنون بأن سلامهم سيكون عندما يتركون هذه الأرض ويمضون إلى بيت الآب. عندئذ فقط يمكنهم أن يطرحوا سيوفهم ويكفوا عن الحرب، لكن طالما لم يرحلوا بعد عن هذه الأرض فهم في معركة دائمة مع إبليس وجنوده، معركة قد يسقط فيها جرحى وقتلى!
وهذه النظرة للعالم هي بلا شك نظرة كتابية صحيحة، فالكتاب يعلّمنا أن العالم قد وُضع في الشرير، وأنه ميدان للصراع بين قوى الخير وقوى الشر. والإنسان يقف وسط هذه القوى المتصارعة. القوى الشريرة تسعى لتدميره بينما قوى الخير تسعى لخلاصه. ولكي يحصل الإنسان على الخلاص ينبغي أن ينحاز إلى جانب الله بواسطة الإيمان والطاعة. هذا باختصار هو ما آمن به آباؤنا وهو إيمان كتابي بلا شك.

موقف الكنيسة المعاصرة
لكن كم يختلف الأمر اليوم! العالم ما زال كما هو لكن موقفنا منه اختلف تمامًا. المؤمنون لم يعودوا ينظرون إليه باعتباره أرض معركة بل أرض للسكن. إننا هنا ليس لكي نحارب بل لكي نستمتع. إننا لسنا في أرض غريبة بل في وطننا. إننا لا نتطلّع للحياة في السماء بل للحياة في الأرض. وأفضل ما نستطيع هو أن نتحرّر من مخاوفنا وإحباطاتنا لكي نعيش هذه الحياة في ملئها! هذا هو ملخص الفلسفة الدينية للإنسان المعاصر... الفلسفة التي يجاهر بها الملايين من مؤمني هذه الأيام.
لقد تغيّر موقف الكنيسة المعاصرة من العالم. لم يعد ميدان معركة بل ميدان للسباق نحو حياة أفضل في هذه الأرض. قد يدور المؤمن حول السؤال إذا سألتهم بوضوح عن موقفهم من العالم، لكن أعمالهم تعطيك الإجابة الصريحة: لقد أصبح المؤمنون يحبون العالم! يريدون أن يسيروا في الطريقين معًا، الضيّق والواسع! يريدون أن يستمتعوا بخلاص المسيح وبأفراح العالم! يحاولون أن يخدموا سيدين: الله والمال! يقولون للناس إن قبول المسيح لا يعني بالضرورة التخلّي عن متع العالم، يكرزون بمسيحية مملوءة مرحًا وسعادة خالية من أي حرب أو ضغوط، ولنا أن نتوقّع أن العبادة الناشئة عن مثل هذه النظرة المعاصرة لا بد أن تكون مختلفة كل الاختلاف عن العبادة بالروح والحق، وهذا ما حدث فعلاً. لقد أصبحت العبادة في كثير من الكنائس أشبه بحفلات الموسيقى والديسكو!
هذه النظرة المعاصرة باتت منتشرة في كل مكان حتى أصبح من الضروري على كل مؤمن أن يعيد امتحان نظرته للعالم في ضوء الكتاب المقدس. ينبغي أن نعود إلى موقف الكتاب المقدس من العالم. ينبغي أن نعود إلى موقف الكنيسة الأولى من العالم إذا أردنا أن نعود إلى قوة الكنيسة الأولى.

«لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.» (1يوحنا 15:2-17)

كرازة أم ربح نفوس؟
احتياجات صارخة في نفوس جائعة وظمأى، وسط عالم متألم حزين، تلتقي مع رنّات صوتِ سيدنا المحبّ لتضرم في قلوبنا وأحشائنا نيرانَ الغيرة والحماس والاندفاع، فنلبّي نداء المأمورية العظمى «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها.»
لكن، لماذا نكرز؟
ترى، هل نأكل لأجل المضغ أو لأجل التغذية والنموّ؟ هل نشتغل لأجل التسلية وقتل الوقت أم لأجل تحصيل المعيشة؟ هل ندرس لنقلِّب صفحات الكتب أن لنتثقَّف ونتعلَّم؟ هل نصطاد لأجل رميِ الشباك أم لِإمساك الصيد؟
هل نكرز بالإنجيل لأجل تتميم المأمورية العظمى أم لربح النفوس؟
«بهذا يتمجّد أبي: أن تأتوا بثمرٍ كثير فتكونون تلاميذي.» (يوحنا 8:15) فقد تعرف جيِّدًا كلمة الله، وقد يكون أسلوبك شيِّقًا وواضحًا في البشارة والكرازة، وقد تلمّ بطرق كثيرة في العمل الفردي والجماعي. لكن، هل تعرف كيف تربح النفوس؟ كيف تصطادها؟ كيف تختطفها من يد العدوّ؟ كيف تكسبها ليسوع؟ هل تمجِّد الله في جني الثمار الكثيرة؟ أم أنك تحتاج إلى إعادة النظر في كيفية خدمتك لأن عمل «كلّ واحدٍ سيصير ظاهرًا لأن اليوم سيُبيِّنه؟ لأنه بنارٍ يُستعلن، وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عملُ أحدٍ قد بناه عليه فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد فسيخسر...» (1كورنثوس 13:3-15)
قد نتّخذ تارة دور المعلم المهذّب، فنُكثِر من الإرشادات والنصائح لكي نردع الناس عن الرذيلة والإباحية... ونتّخذ طورًا دور المصلح الاجتماعي، فنسدي التوجيهات الإيجابية النافعة أو نتّخذ موقف الموبِّخ والمؤنِّب... فما أسهل الكلام، سواء كان توجيهًا، أم إرشادًا، أم تعليمًا، أم تأنيبًا؟ بل إن قيمته زهيدة جدًّا إن بَقِيَ مجرّد كلامٍ دون إنتاج، لأنه في نظر الله خشبًا وعشبًا وقشًّا... أما العمل النافع الثمين، فهو الجدّ والنشاط سعيًا للبلوغ إلى غاية وهي جذب النفوس إلى قاعدة الصليب لتتقابل مع المخلّص الحبيب ربنا يسوع المسيح.
«... أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمرٍ، ويدوم ثمركم...»
ليتنا من جديد نفحص أهدافنا ودوافعنا وكلَّ ما نتوخّاه من كرازتنا وبشارتنا رافعين صلاتنا:
«يا رب، لا نريد أن نكون فقط مبشّرين ناجحين، بل اجعلنا رابحي نفوس موفّقين، وصيّادي أناسٍ ماهرين...»



كرازة أم ربح نفوس؟

احتياجات صارخة في نفوس جائعة وظمأى، وسط عالم متألم حزين، تلتقي مع رنّات صوتِ سيدنا المحبّ لتضرم في قلوبنا وأحشائنا نيرانَ الغيرة والحماس والاندفاع، فنلبّي نداء المأمورية العظمى «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها.»
لكن، لماذا نكرز؟
ترى، هل نأكل لأجل المضغ أو لأجل التغذية والنموّ؟ هل نشتغل لأجل التسلية وقتل الوقت أم لأجل تحصيل المعيشة؟ هل ندرس لنقلِّب صفحات الكتب أن لنتثقَّف ونتعلَّم؟ هل نصطاد لأجل رميِ الشباك أم لِإمساك الصيد؟
هل نكرز بالإنجيل لأجل تتميم المأمورية العظمى أم لربح النفوس؟
«بهذا يتمجّد أبي: أن تأتوا بثمرٍ كثير فتكونون تلاميذي.» (يوحنا 8:15) فقد تعرف جيِّدًا كلمة الله، وقد يكون أسلوبك شيِّقًا وواضحًا في البشارة والكرازة، وقد تلمّ بطرق كثيرة في العمل الفردي والجماعي. لكن، هل تعرف كيف تربح النفوس؟ كيف تصطادها؟ كيف تختطفها من يد العدوّ؟ كيف تكسبها ليسوع؟ هل تمجِّد الله في جني الثمار الكثيرة؟ أم أنك تحتاج إلى إعادة النظر في كيفية خدمتك لأن عمل «كلّ واحدٍ سيصير ظاهرًا لأن اليوم سيُبيِّنه؟ لأنه بنارٍ يُستعلن، وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عملُ أحدٍ قد بناه عليه فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد فسيخسر...» (1كورنثوس 13:3-15)
قد نتّخذ تارة دور المعلم المهذّب، فنُكثِر من الإرشادات والنصائح لكي نردع الناس عن الرذيلة والإباحية... ونتّخذ طورًا دور المصلح الاجتماعي، فنسدي التوجيهات الإيجابية النافعة أو نتّخذ موقف الموبِّخ والمؤنِّب... فما أسهل الكلام، سواء كان توجيهًا، أم إرشادًا، أم تعليمًا، أم تأنيبًا؟ بل إن قيمته زهيدة جدًّا إن بَقِيَ مجرّد كلامٍ دون إنتاج، لأنه في نظر الله خشبًا وعشبًا وقشًّا... أما العمل النافع الثمين، فهو الجدّ والنشاط سعيًا للبلوغ إلى غاية وهي جذب النفوس إلى قاعدة الصليب لتتقابل مع المخلّص الحبيب ربنا يسوع المسيح.
«... أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمرٍ، ويدوم ثمركم...»
ليتنا من جديد نفحص أهدافنا ودوافعنا وكلَّ ما نتوخّاه من كرازتنا وبشارتنا رافعين صلاتنا:
«يا رب، لا نريد أن نكون فقط مبشّرين ناجحين، بل اجعلنا رابحي نفوس موفّقين، وصيّادي أناسٍ ماهرين...»

المجموعة: 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

71 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11761679