جلست في مقعدي في قطار سان فرانسيسكو السريع متلفّتاً هنا وهناك كالمعتاد، ومتأملاً فيما يدور حولي مضيعة للوقت، أو إن شئت فقل بحثاً عن إعلان لطيف اقرأه. ولفت نظري رحلة لأولاد صغار وهم يتسامرون، ويتشاجرون، ويقفزون من مقعد إلى آخر، يبتسمون تارة ويتخاصمون تارة أخرى وعلامات البراءة تعلو قسمات الوجوه الغضة. وتزاحمت الأفكار فإذا بي أرجع إلى قول المسيح: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات… ومن لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله". إنها فلسفة الدين عندما تتلاقى مع العلم، أو طريق السعادة من المهد إلى اللحد أو ماهية الحياة الدنيا والآخرة في كلمات. وتذكرت قول فيلسوف المسيحية  بولس عندما قال: "لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفتكر وكطفل كنت أفطن، و لكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل".

اِقرأ المزيد: الطفولة المتأخرة

اختطافي من بيتي

بدأ فجأة جرس البيت يرنّ بشدة، وكانت الساعة الرابعة صباحاً من يوم 24 تموز سنة 1948. قمت وأنا مثقل بالنعاس، لبست ردائي ومضيت إلى الباب.

اِقرأ المزيد: العذاب لأجل الإيمان

هلا أصغيت يوماً لصوتِ دمٍ مهراق؟! فالدماء تتكلم بوضوح وجلاء، وأصواتها تصرخ مجلجلة في الأرض وفي السماء، تهزّ النفوس الجامدة وتفتح الآذان الصماء. بعضها تستدعي النقمة وبعضها تسترحم وترجو المغفرة لمن أساء. فتفتح الأبواب لليائسين من رحمة الله لينعموا بفسحة الرجاء، ويفوزوا بالحياة السعيدة في نعيم السماء.

اِقرأ المزيد: الدماء الصارخة

تحدّثنا في المرة السابقة عن شخصية يعقوب، الغريب المتألم، الذي رأى أن الحياة غربة قصيرة ومشقة وألم، ومرحلة مؤقتة استعداداً لأبدية دائمة.

اِقرأ المزيد: نظرة الجاهل المؤمّل - الحلقة الثانية